السبت، 17 أبريل 2010

ما أصعب العيش صامتاً. و ما أسهل العيش أصماً

تذكرت قريب عزيز يعاني منذ سنين من مشكلة باحدى أذنيه , بعد أن أعطبتها ضربة سجان في بلاد العرب أوطاني , و مع الزمن صارت المشكلة بالسمع عموماُ, الا أنني لاحظت مؤخراُ أن قريبي العزيز لا يعتبر تلك مشكلة , بل هي فعلاُ ليست بمشكلة! انها نعمة ... و ربما يستحق أن يحسد عليها ...
في عالم مليء بالكلام والترهات و الرغو والزبد , في عالم متخم بالأصوات العالية التي لا تسمع الا ذاتها , في عالم أضحت وسائل تواصله تثبت فعاليتها وانتصارها عبر الضوضاء و الصوت المرتفع , يكون للصمت موسيقى ساحرة ... موسيقى تأخذك بعيداً عن قوانين هذا العالم , الى عالم خاص فريد , تختاره بخصوصية و حرية مطلقة , و هناك فقط , هناك حيث لا ضجيج و لا صراخ يمكنك أن تستمع بالزمن و تعيش لحظاته بتجل صوفي مذهل ...
وقد اعتاد قريبي على مر السنين أن يتلبس حالة الصمم بشكل ممتاز , فهو حتى حين يسمع يوحي للآخرين أنه لا يسمع
ان الحال يشبه "لا اذن تسمع و لا قلب يحزن"
حالة سلبية لا شك , وغير صحيحة, و لكنها في لحظة ما تنتاب أحدنا , و كي لا نشعر بصعوبة العيش بصمت , ربما علينا في بعض الأحيان تجريب العيش بصمم .... فهو أخف وطأة بمراحل ...

العنوان مقتبس من مقالة للكاتب نارت اسماعيل بعنوان : ما أصعب العيش صامتآ

هناك تعليق واحد: