في الحادي والعشرين من أيار من عام 2010 تمر السنة السادسة والأربعون بعد المائة على ذلك اليوم من عام 1864 الذي أقيم فيه استعراض عسكري في المنطقة المقفرة قوبده (كبادا بالروسية) على شاطئ البحر الأسود(هذه المنطقة حالياً هي سهل كراسنويا قرب سوتشي مصيف للتزلج الجبلي) بمناسبة النصر على دولة الأديغة /تشيركيسيا/ و تهجير شعبها الى الامبراطورية العثمانية.
رعى الاستعراض العسكري الأمير ميخائيل و هو الأخ الشقيق للقيصر الكسندر الثاني.
امتدت حرب روسيا مع تشيركيسيا 101 سنة، من عام 1763 ولغاية 1864، و فقدت الامبراطورية الروسية خلال هذه الحرب أكثر من مليون رجل، و أبادت تشيركيسيا حليفها القديم و الثابت في القفقاس و استبدلتها بمخططات زائلة في منطقة ما وراء القفقاس، هي اخضاع الفرس والهند.
نتيجة هذه الحرب، زالت الدولة القديمة تشيركيسيا عن خارطة العالم، و فقد الشعب الشركسي 90% من أراضيه، و أكثر من 90 % من سكانه جراء تعرضه للابادة الجماعية و تشتته في أرجاء العالم متعرضاً لخسارات مادية و ثقافية لاتعوض.
في وقتنا الحالي يعتبر الشراكسة من اكثر شعوب العالم المشتتة حيث يعيش 93% من الشعب الشركسي خارج حدود وطنه التاريخي.
و قد أقر جميع الباحثين أنه : لم توجد مقاومة في التاريخ العالمي تماثل المقاومة الشركسية ضد الامبراطورية الروسية فقد تناوب على عرش الامبراطورية الروسية خمس قياصرة خلال حربها مع تشيركيسيا، في الوقت الذي تمكنت فيه من دحر نابليون و احتلال بولونيا و حامية القرم و دول البلطيق، و ألحقت الهزيمة بالفرس، و هزمت الامام الشيشاني-الداغستاني شامل و أسرته، لكنها لم تتمكن من اخضاع تشيركيسيا الا بطريقة واحدة فقط و هو طرد شعبها.و حسب شهادة الجنرال غولوفين فقد تم صرف سدس ميزانية الامبراطورية الروسية على حرب القفقاس و حارب القسم الأساسي من الجيش الروسي ضد بلاد الأديغة.
(شجعان هم الشراكسة، لقد ألحقوا بالروس هزائم قاسية. أيتها الشعوب تعلموا من الشراكس مالذي يفعله الناس الذين يريدون أن يعيشوا أحرارا) .... كارل ماركس